الانتخابات البرلمانية العراقية النتائج والتحالفات

وكما كان متوقعاً ظهرت النتائج وهي شبه متقاربة من حيث نسب المقاعد لأن هذه الانتخابات تختلف عن باقي الانتخابات التي مضت لأن اغلب الأحزاب كانت منظوية تحت تحالفات كبيرة وعلى سبيل المثال القوائم الشيعية أو السنية  لم تتعدى من قائمة أو قائمتين وكذلك الأحزاب الكردية  في قائمة واحدة وهو التحالف الكردستاني ولكن في هذه الانتخابات تشكلت كيانات وكتل كبيرة وصغيرة وهذا ما يكون سبباً في تشتت الأصوات، واما النتائج لم تكن مفاجئة باعتبار ان نسبة العزوف عن المشاركة كان لها دور بحصول الكثير من القوائم السياسية على مقاعد كبيرة وكذلك كما قلنا كثرة القوائم وتشتت الأصوات لها دور رئيسي في هذا الجانب ، فهناك مشاورات وزيارات بدأت تتجلى على الساحة العراقية لتشكيل الكتلة الأكبر التي لها الدور الرئيسي في تشكيل الحكومة، فيرى بعض المحللين ان تراجع كتلة العبادي الى الثالث ستقوض نصيبه من نيل الدورة الثانية لرئاسة الوزراء لأن الكتلة الأكبر هي التي يحق لها ان تشكل الحكومة وننتظر شكل التحالفات التي تخوض وتشكل الحكومة المقبلة، و يحتمل ان تشكل الكتل الثلاث الاولى الفائزة تحالفاً تنظم الية بعض الكتل الاخرى لأنه لايوجد هناك خلاف جوهري يمنع من هذا التحالف فشكل التحالفات المقبلة من الصعب التكهن بها، ويرى مراقبون ان النتائج الحالية ترجمت بشكل واضح وصريح حال المشهد العراقي الذي تخيم عليه الضبابية السياسية ، خاصة وأن هذه الانتخابات البرلمانية التي اجريت بتاريخ 12ماي هي الاولى التي تم اجراؤها بعد انتصار العراق على تنظيم داعش الارهابي في خطوة اعادت للسلطات العراقية بعضاً من شعبيتها المفقودة. وهذا التقدم للتيار الصدري لا يعطيه احقية تشكيل الحكومة بسبب طبيعة توزيع الكتل الكبرى في البرلمان العراقي اذ يتعين الكتلة الفائزة بأكبر عدد من المقاعد أن تخوض مفاوضات مع الكتل الأخرى تحت قبة البرلمان لتشكيل حكومة توافقية ، خلال تسعين يوماً وفق ما يشترطه الدستور العراقي، ويمكن للكتل الأخرى تشكيل كتلة اكبر يمكنها من تشكيل الحكومة. 

وتبعاً لكل انتخابات تفرض على مختلف القوى السياسية التفاوض للتوصل الى حكومة توافقية، ونتمنى ان لا تنجب هذه الانتخابات حكومة محاصصة كما حصل في السابق  ويجعلون المصلحة الوطنية فوق مصالحهم الحزبية.