مرکز الهدف للدراسات
Hadaf Center For Studies

Hadaf Center For Studies
الاستعمار هو ظاهرة تهدف الى سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة، من أجل بسط نفوذها لاستغلال خيراتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهو بالتالي يعتبر نهباً وسلباً لمعظم ثروات البلاد المستعمرة، وتحطيم كرامة الشعوب وتدمير تراثها الحضاري والثقافي، وكذلك فرض ثقافة الدولة المستعمرة. وللاستعمار اهداف كثيرة ما هو ظاهر وما هو خفي، و منها سياسية ومنها اقتصادية، فالسياسية في تكوين قوة لها بين الدول فتكون هذه الدولة ذات اهمية بين الدول واما الاقتصادية فنهب ثروات البلاد المستعمرة، وهناك اهداف اخرى للمستعمر منها دينية وثقافية لا يفصح عنها، فتصنع أيدي المستعمر الفقر، وتجوع الناس وتشردهم، لكي تفتح آفاق العمل لمراكزها، ((فهي تؤسس مراكز التبشير، وتعمرها بالدعاة والأطباء والمعلمين، وتجهزها بكل وسائل الإغراء والإغواء وتغتنم المجاعات والأوبئة فرصاً لاصطياد الجوع واليتامى والمرضى لتفتنهم عن دينهم بلقمة أو ثوب أو جرعة دواء. فالقضاء على الشخصية الوطنية الاسلامية كان الهدف الاستعماري الأول، ويأتي في مقدمة ذلك القضاء على الهوية الاسلامية، لما لذلك من اهمية في وحدة الدول الاسلامية، وارتباطها بتراثها الاسلامي. فالتمسك بالإسلام الأصيل والاخلاق هي اهداف النضال وعنصر المقاومة الذي يخلص البلاد من الاستعمار، ففيهم مكمن القدرة، ومبعث التحرر والنهوض، وللوصول الى فهم الإسلام وتمتين جذوره الأخلاقية النابعة منها، لابد من العلم؛ العلم من اجل بناء الإنسان الجديد الذي يضرب في عمق تراثه الاسلامي العربي، ليكون الكلمة المواجهة الرافضة لكل ما يريد الاستعمار فعله ونشره، والا في حال التخلي عن هذه الأسس، فسيأتي حين يفتقد الإنسان في بلاد العرب والمسلمين كل جذور حضارته وقيمه التي اسسها الإسلام، فيصبح ريشة في مهب الريح، لا تستقر على حال، الا وفق ما تريده مشيئة الاستعمار ومصالحه. ومع كل هذا الدول المستعمرة لم تقف مكتوفة الأيدي تجاه الاستعمار، لقد حاربت الدول المستعمرة الاستعمار بشتى الطرق والوسائل من أجل الحصول على حريتها والتخلص من هيمنة الدول الاستعمارية عليها، فقد ذكرت كتب التاريخ الثورات التحررية التي قامت بها الشعوب رافضة الاستعمار. وفي وقتنا الحاضر نحتاج الى بصيرة كما اكد عليها ولي امر المسلمين لمقارعة الاستكبار فالبصيرة هي الرؤية النافذة التي تخرق الظاهر وتكشف العمق، بحيث يعرف الانسان بفضلها عدوه من صديقه، ويميز بين ما يضره وما ينفعه ولا تختلط عليه الحقيقة بالزيف والخداع، ولا يغره الظاهر عن معرفة الباطن، ولا يصل الانسان الى هذه النتائج الضرورية والمصيرية في ميدان المقاومة إلا اذا وضع المقاومة في اطارها العقائدي الصحيح وتمسك بنور الله سبحانه وتعالى.
وحينئذ سيكتشف عدوه الحقيقي ولو أخفى نفسه خلف مئات من الأقنعة وهو الشيطان المتجسد بأمريكا. وسيكتشف الألاعيب والمهازل الشيطانية التي يعتمدها الامريكان كستراتيجية في الوصول الى اهدافهم.
يصف معظم المفكرين السياسيين بعبارة (المراهقة السياسية) اولئك الذين يجمدون الكفاح الوطني والنضال الاجتماعي بتفسيرات أو قوالب تحد من قدرته على الانطلاق أو تشيع فيه روح التردد أو يرددون كالببغاوات كلمات وشعارات محفوظة عالية الرنين دون أن يتقيدوا بالاستنارة بهدي تاريخ الشعب وخلفيته وطبيعة ظروفه الخاصة بالتطورات السائدة أو المؤثرة في العالم ال ...
شاهد جميع المصطلحات
تعليقات الزوار